(( شكسبير والسينما العالمية))
✍️ بقلم د/ نهال عاطف عزت توفيق المدربة المعتمدة والباحثة فى الادب الانجليزى
الكثير من طلبة كلية الاداب والتربية قسم اللغة الانجليزية ممن تشرفت بالتدريس لهم يعرفون جيدا من هو ويليم شكسبير من خلال دراستهم الاكاديمية فقط ولكن ما لا يعرفة الكثير من الطلبة والقراء ان شكسبير لة جوانب اخرى كثيرة وكان لة تأثيرا عميقا على السينما العالمية.
يعتبر الكاتب المسرحي والشاعر الانجليزي ويليم شكسبير (1564 - 1616) أحد أهم رواد المسرح في العالم، وقد أثرت أعماله بشكل كبير على الأدب والثقافة في العالم. ومن بين أهم أعماله "روميو وجولييت" و"هاملت" و"ماكبث" و"عطيل" و"الملك لير" و"تاجر البندقية" و "ماكبث" وغيرها، وجميع هذه الأعمال تتميز بالغنى اللغوي والأسلوب الدرامي الرائع وتتميز أعمالة بعمق الشخصيات وتفاصيل الحبكة والأحداث المعقدة، وهذا ما يجعلها محور اهتمام العديد من الأدباء والمنتقدين والمفكرين في العالم. وقد تم تحليل أعماله من مختلف الزوايا النقدية والتفسيرية، وقد أثرت هذه الأعمال في الأدب والفن والثقافة بشكل عام.
يتمتع شكسبير بشعبية كبيرة بين جمهور السينما في جميع أنحاء العالم، رغم أن غالبية الجمهور لم تقرأ أعماله المسرحية بل ربما لم تشاهد أيًّا منها على خشبة المسرح، فمرتاد السينما العادي الذي قد لا يعرف من الأدب العالمي شيئاً ولا يرغب من السينما سوى المتعة والتسلية، يستطيع أن يحدثك عن هاملت وعن علاقته بأمه وعمه وبحبيبته أوفيليا، وأن يناقش قضية الثأر للأب، أما إذا دار الحديث حول الحب، فقد تجده يشير إلى الحبيب بكل تلقائية باسم «روميو» وحين تأتى فكرة الغيرة والشك المرضى يتذكر عطيل.
وتطرح هذه الظاهرة بعض الأسئلة التي تثير عدداً من القضايا المهمة، التي تتعلق بهوية العمل الفني ومعناه وطبيعة الإرسال والتلقي في مجال الفنون، ومن هذه الأسئلة: هل يتغير معنى العمل الفني «وهو في هذه الحالة حين ينتقل من وسيط فني إلى آخر؟ أو في عبارة أخرى، هل يتغير معنى مسرحية هاملت مثلاً التي كتبت لتقدم على خشبة المسرح حين تتحول إلى شريط سينمائي.
في كتاب «شكسبير كاتب السينما» للمؤلف سمير فريد نرى المنظور الليبرالي إزاء التراث الأدبي، لكن دون مغالاة فالكاتب لا يتجاهل النص الأدبي الأم، الذي يتولد منه العمل السينمائي، بل يتبع منهجاً قوامه المقارنة الذكية الواعية بين النص الأدبي الشكسبيري وبين الفيلم السينمائي كما يكشف لنا الخصائص الفكرية والفنية التي ألهبت خيال السينمائيين جيلاً بعد جيل، فدفعوا إلى الشاشة بالعشرات من الأفلام التي تترجم المسرحيات إلى لغة السينما، وتقدمها في رؤى عديدة وتفسيرات منوعة.
فقد اهتم شكسبير وأهل عصره بكل حدود العالم وتاريخه المعروفين لدى الأوروبيين في ذلك الوقت، الذي رُسمت فيه أول خريطة للعالم، وهو عصر مفصلي يقع على حدود نهاية العصور الوسطى وبداية عصر النهضة، وقد أصبح شكسبير بحكم الزمان والمكان، وبحكم موهبته النادرة حلقة وصل مفصلية ومهمة في تاريخ الشعر فقد أخذ كل ما أُتيح له الحصول عليه من ثقافة شعبية وراقية في عصره، من الحكايات والأمثال والتعبيرات الشعبية إلى كتب التاريخ والشعر المكتوبة بالإنجليزية واللاتينية ولغات أخرى وقام بهضم كل هذا وأعاد تدويره بحيث يخرج في صورة مسرحيات مصبوغة بدراما ولغة وفلسفة شكسبيرية شديدة التميز والفردية.
ولكن يبقى هنا التساؤل الأهم: كيف ظل شكسبير حتى اليوم صالحا لكل العصور والفنون لاسيما فن السينما؟
خلال هذه الاقتباسات المتعددة عن نصوص شكسبير يتضح لنا أن الرجل كان عابرا للقارات والثقافات حتى أن السينما لم تستطع التخلص من تأثيره عليها ومن ثم اهتم صانعوها بأعماله حتى اليوم معتبرين أنه لا ينفذ من الأفكار التي يمكن البناء عليها.
فى الحقيقة شكسبير لم يترك ثقافة من الثقافات من دون أن يأخذ منها وينسج عليها عملا مسرحيا أو شعريا، كما أنه عمل على تدوير هذه الثقافات داخله ليخرج منها بعمل فني، ولعل تفسيره الأهم في اهتمام السينما به يعود إلى أن شكسبير كان منتقدا لكل ثقافات عصره وهذا ما ترتب علية ان اعمالة كانت مثمرة بجميع الاحداث الملهمة والحبكات الدرامية الرائعة والشخصيات المعقدة التى لم يستطيع غيرة على تأليف مثلها وهذا ما جعلة متفردا ومميزا حتى يومنا هذا فاعمالة لجميع العصور والاجيال وشتى الاعمال الفنية سواء مسرح او سينما.
وقائمة الافلام العالمية التى اقتبست اعمال شكسبير لا تنتهى عندما بدات السينما الناطقة فى ١٩٢٧ تأخذ تطورها كفن متميز بحد ذاتة ومع بدايات الفن السينمائي كان اكثر من عملوا بأدوار فى السينما هم ممثلين مسرح فى الاساس فالتمثيل المسرحي عمل متميز منذ امد طويل وناخد مثال من الممثلين المتميزين وهو الممثل والمخرج البريطانى الاصل لورانس اوليفيه - Sir/ Lawrence Olivier فقد كان يعمل على المسرح وحصل على جوائز مسرحية فى بريطانيا وبعدها توجة للسينما ممثلا ومخرجا ومنتجا حيث قدم فيلم "Hamlet” عام ١٩٤٨ ونال جائزة الاوسكار كأحسن ممثل على دورة فى الفيلم وبعدها قدم فيلم " الملك هنرى الخامس" و"الملك ريتشارد الثالث" وعدة اعمال أخرى لشكسبير فى السينما والتليفزيون .
تم انتاج افلام كثيرة فى هوليوود على مدار سنوات عديدة وفيلم روميو وچولييت وبالاخص النسخة التى كانت بطولة ليوناردو ديكابيرو وكلير دينز سنة ١٩٩٦ والعديد من الافلام التى ترجمت اليى لغات اخرى ومن افلامى المفضلة التى تعتبر جزء من سيرة شكسبير الذاتية والتى تنبأت بكيفية كتابتة لمسرحية روميو وچولييت وهو فيلم Shakespeare in love سنة ١٩٩٨ والذى حصل على اوسكار احسن ممثلة فى دور رئيسى وهى جوينيث بالترو.
ورغم هذا الإقبال من السينما العالمية على أعمال شكسبير إلا أن السينما المصرية لم تهتم كثيرا بأعماله في السينما فيمكن القول أن السينما المصرية لم تف أفلام شكسبير حقها من الاقتباس والمعالجة، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا التاريخ الطويل والعريض للسينما المصرية الذي يزيد عن مئة عام وأربعة آلاف فيلم، وميل هذه السينما الواضح للاقتباس المباشر وغير المباشر للأعمال الأجنبية وقد تم اقتباس القليل منها ولعل اشهرهم هو فيلم "آه من حواء" من إخراج فطين عبدالوهاب عام 1962 والمقتبس من مسرحية "ترويض النمرة" - “Taming of the shrew” وفيلم "الشك القاتل"، إخراج عز الدين ذوالفقار عام 1953 المقتبس من مسرحية " عطيل - Othello” وفيلم "الملاعين"، للمخرج أحمد ياسين عام 1979 والمقتبس من مسرحية الملك لير.
كما ان الدراما الشكسبيرية كانت واضحة ومتأصلة اليى حد بعيد فى اعمال الراحل العبقرى المخرج "يوسف شاهين" من أفلام سينمائية حيث كان متأثرا كثيرا بهاملت و روميو وچولييت في الكثير من أعماله مثل فيلم "الاخر" و"حدوتة مصرية" وغيرهم.
واخر ما قدم لاعمال شكسبير فى مصر والوطن العربى هى مسرحية الملك لير ليحيى الفخرانى التى قدمت على خشبة المسرح فقط.
السينما هى لغة الشعوب فن الصورة والصوت التى تخاطب العقل والوجدان مثلما تخاطب منذ زمن بعيد فلاسفة الفن فى كل العصور مع قضايا الانسان. ولعل السينما ذلك الفن الراقى استطاع ان يجسد أدب ويليم شكسبير الرفيع.
👈للتواصل او لحجز كورسات مع الاستاذة / نهال عاطف توفيق يرجى التواصل على رقم 👇
📱 01210813708 -
📱 01018098107
أو من خلال صفح التواصل الاجتماعى 👇
Facebook: https://www.facebook.com/nehaltawfek82?mibextid=LQQJ4d
Tiktok: https://www.tiktok.com/@nehaltawfek82?_t=8dbKGlLtuEA&_r=1
Instagram: https://www.instagram.com/nehaltawfek82?igsh=MWlpMXVuaWJiMW0yaA%3D%3D&utm_source=qr
بقلم ✍️ د/ نهال عاطف توفيق مدربة اللغة الإنجليزية المتعمدة والباحثة فى الأدب الإنجليزي